بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
اما بعد.
فان علم التوحيد من اشرف العلومواجلها قدرا,واوجبها مطلبا,لانه العلم بالله وباسمائه وصفاته وحقوقه على عباده,ولانه مفتاح الطريق الى الله تعالى,واساس شرائعه,ولذا اجتمعت الرسل في الدعوة اليه,قال تعالى"وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون"الانبياء:25
ولما كان هذا شأن التوحيدكان واجبا على كل مسلم ومسلمة ان يعتني به تعلما وتعليما واعتقادا وعملا ليبني دينه على اساس سليم والطريق القويم يسعد بثمرته ونتائجه بالدنيا والاخرة,فالعقيدة الاسلاميةهي قوام المجتمعالمسلم الذي لا يمكن ان يكون له بناء بدونها, ولا شك ان منهج اهل السنة والجماعة في فهم العقيدة الاسلامية هو المنهج الصحيح الذي يجب ان يسير عليهوالعمل بمقتضاه في كل زمان ومكان لمن اراد ان يسلك سبيل النجاة والفلاح,لان اعداء الاسلام والمسلمين قد بذلوا كل ما يستطيعون لابعاد المسلمين عن دينهم الحق وعقيدتهم السليمة كي يستطيعوا تحقيق اغراضهم الفاسدة.
والانسان لا يستطيع ان يعيش في سكينة وطمانينة الا اذا استجابت نفسه لنداء الفطرة,قال تعالى:"فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس",فطرة لا يملؤها علم ولا ثقافة,ولا فلسفة,فطرة لا يملؤها مال ولا جاه ولا سلطان,انما يملؤها حقيقة ثابتة , هي الايمان بالله وحده.
واذا لم تهتد النفس البشرية الى خالقها ,ظلت متوترة حائرة لا تعرف لها وجة,ولا تشعر بمعنى الاستقرار,ولا تجد النفس سعادتها الا في الاهتداء الى الله وحده, والايمان به ولالتجاء اليه فتشعر بالامن والسكينة , ويتملكها لاحساس بالضا والطمانينة, فتتجه الى خالقها, تفرده بالعبادةوحده دون سواه,تطيعه في ما امر, وتبتعد عما نهى عنه وزجر, وتتقرب اليه بالطاعات ,ومن ثم من اعظم هذه الطاعات والقربات افراده سبحانه بالعبادةفهو الاساس الذي خلق من اجله الثقلين, وبعث من اجله الرسل, وانزل من اجله الكتب والايات في ذلك كثيرة
قال سبحانه:"وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" وقال سبحانه:"ولقد بعثنا في كل امة ان اعبدو الله واجتنبوا الطاغوت" وقال جل وعلا:"وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه" الى غير ذلك من الايات الدالات عى انه سبحانه خلق الخلق ليعبدوه وحده,
والعبادة :هي طاعة الله بامتثال ما امر على السنة الرسل. وهي ايضا: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الضاهرة والباطنة.
ولما كان الله وحده يستحق العبادةوان لا يشرك معه غيره,امرنا باجتناب الطاغوت, والطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله, وهو كما عرفه اهل العلم: كل ما تجاوز به العبد ربه من معبود او مطاع.
فالمتبوع : مثل الكهنة والسحرة وعلماء السوء.
والمعبود مثل الاصنام .
والمطاع:مثل الامراء الخارجين عن طاعة الله عز وجل وذلك لان الانسان اذا احل ما حرم الله بسبب تحليلهم لو حرم ما احل الله بسبب تحريمهم له فقد اتخذهم اربابا من دون الله.
[والتوحيد لا يتم الا بركنين]
1-النفي:وهو معنى {لا اله} فتتضمن نفي جميع الالهة التي تعبد من دون الله.
2- الاثبات :وهو معنى {لا الله} اي معبود واحد فرد صمد.
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلمعلى حمار فقال لي : يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد, وما حق العباد على الله"قلت الله ورسوله اعلم, قال :حق الله على العباد ان يعبدوه لا يشركوا به شيئا , وحق الله على العباد ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا"قلت يا رسول الله , افلا ابشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا. متفق عليه.
قيل يا رسول الله: من احق الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم ,اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال "لا الع الا الله خالصا من قلبه او من نفسه"رواه البخاري.
وعن عوف بن مالك الاشجعي-رضي الله عنه-انه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اتاني آت من عند ربي فخيرني بين ان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة, فاخترت الشفاعة, وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا" رواه الترمذي والحاكم.
وقال بعض اهل العلم:لا ريب في ان اهل التوحيد يتفاوتون في توحيدهمعلما ومعرفةوحالا متفاوتا لا يحصيه الا الله فاكمل الناس توحيدا الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم, والمرسلون منهم اكمل في ذلك. واولوا العزم من الرسل اكمل توحيدا.
ولما كان اكمل التوحيد توحيد الانبياء امر الله نبيه ان يقتدي بهم فيه كما قال سبحانه بعد ذكر ابراهيم ومناظرته اباه وقومه في بطلان الشرك وصحة التوحيد وذكر الانبياء في ذريته-" اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا قوما ليسوا بها بكافرين*اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"فلا اكمل من توحيد من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتدي . ولهذا اوصى الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ان يتبع ملة ابراهيم,وكان يعلم اصحابه اذا اصبحوا ان يقولوا"اصبحنا على فطرة الاسلام, وكلمة الاخلاص, ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -ومله ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين" ملة ابراهيم هي التوحيد,ودين محمد: ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا. وكلمة الاخلاص: هي شهادة ان لا اله الا الله, وفطرة الاسلام:وهي ما فطر الله عليه عباده من محبته وعبادته وحده لا شريك له والاستسلام له عبودية وذلا وانقيادا وانابة.
وفي ذلك قال اهل العلم:
حق الاله عباده بالامر لا بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير اشراك به شيئا هما سبب النجاة فحبذا السببان
لم ينج من غضب الاله وناره الا الذي قامت به الاصلان
والناس بعد فمشرك او ذو ابتداع او له وصفان
وقال بعض الشعراء:
فيا عجبا كيف يعصي الاله ام كيف يجحه الجاحد؟
وفي كل شيء له اية تدل على أنه الواحد
هذا والله اعلم وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
اخوكم وائل السمرائي
الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
اما بعد.
فان علم التوحيد من اشرف العلومواجلها قدرا,واوجبها مطلبا,لانه العلم بالله وباسمائه وصفاته وحقوقه على عباده,ولانه مفتاح الطريق الى الله تعالى,واساس شرائعه,ولذا اجتمعت الرسل في الدعوة اليه,قال تعالى"وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون"الانبياء:25
ولما كان هذا شأن التوحيدكان واجبا على كل مسلم ومسلمة ان يعتني به تعلما وتعليما واعتقادا وعملا ليبني دينه على اساس سليم والطريق القويم يسعد بثمرته ونتائجه بالدنيا والاخرة,فالعقيدة الاسلاميةهي قوام المجتمعالمسلم الذي لا يمكن ان يكون له بناء بدونها, ولا شك ان منهج اهل السنة والجماعة في فهم العقيدة الاسلامية هو المنهج الصحيح الذي يجب ان يسير عليهوالعمل بمقتضاه في كل زمان ومكان لمن اراد ان يسلك سبيل النجاة والفلاح,لان اعداء الاسلام والمسلمين قد بذلوا كل ما يستطيعون لابعاد المسلمين عن دينهم الحق وعقيدتهم السليمة كي يستطيعوا تحقيق اغراضهم الفاسدة.
والانسان لا يستطيع ان يعيش في سكينة وطمانينة الا اذا استجابت نفسه لنداء الفطرة,قال تعالى:"فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس",فطرة لا يملؤها علم ولا ثقافة,ولا فلسفة,فطرة لا يملؤها مال ولا جاه ولا سلطان,انما يملؤها حقيقة ثابتة , هي الايمان بالله وحده.
واذا لم تهتد النفس البشرية الى خالقها ,ظلت متوترة حائرة لا تعرف لها وجة,ولا تشعر بمعنى الاستقرار,ولا تجد النفس سعادتها الا في الاهتداء الى الله وحده, والايمان به ولالتجاء اليه فتشعر بالامن والسكينة , ويتملكها لاحساس بالضا والطمانينة, فتتجه الى خالقها, تفرده بالعبادةوحده دون سواه,تطيعه في ما امر, وتبتعد عما نهى عنه وزجر, وتتقرب اليه بالطاعات ,ومن ثم من اعظم هذه الطاعات والقربات افراده سبحانه بالعبادةفهو الاساس الذي خلق من اجله الثقلين, وبعث من اجله الرسل, وانزل من اجله الكتب والايات في ذلك كثيرة
قال سبحانه:"وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" وقال سبحانه:"ولقد بعثنا في كل امة ان اعبدو الله واجتنبوا الطاغوت" وقال جل وعلا:"وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه" الى غير ذلك من الايات الدالات عى انه سبحانه خلق الخلق ليعبدوه وحده,
والعبادة :هي طاعة الله بامتثال ما امر على السنة الرسل. وهي ايضا: العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الضاهرة والباطنة.
ولما كان الله وحده يستحق العبادةوان لا يشرك معه غيره,امرنا باجتناب الطاغوت, والطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله, وهو كما عرفه اهل العلم: كل ما تجاوز به العبد ربه من معبود او مطاع.
فالمتبوع : مثل الكهنة والسحرة وعلماء السوء.
والمعبود مثل الاصنام .
والمطاع:مثل الامراء الخارجين عن طاعة الله عز وجل وذلك لان الانسان اذا احل ما حرم الله بسبب تحليلهم لو حرم ما احل الله بسبب تحريمهم له فقد اتخذهم اربابا من دون الله.
[والتوحيد لا يتم الا بركنين]
1-النفي:وهو معنى {لا اله} فتتضمن نفي جميع الالهة التي تعبد من دون الله.
2- الاثبات :وهو معنى {لا الله} اي معبود واحد فرد صمد.
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلمعلى حمار فقال لي : يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد, وما حق العباد على الله"قلت الله ورسوله اعلم, قال :حق الله على العباد ان يعبدوه لا يشركوا به شيئا , وحق الله على العباد ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا"قلت يا رسول الله , افلا ابشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا. متفق عليه.
قيل يا رسول الله: من احق الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم ,اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال "لا الع الا الله خالصا من قلبه او من نفسه"رواه البخاري.
وعن عوف بن مالك الاشجعي-رضي الله عنه-انه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اتاني آت من عند ربي فخيرني بين ان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة, فاخترت الشفاعة, وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا" رواه الترمذي والحاكم.
وقال بعض اهل العلم:لا ريب في ان اهل التوحيد يتفاوتون في توحيدهمعلما ومعرفةوحالا متفاوتا لا يحصيه الا الله فاكمل الناس توحيدا الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم, والمرسلون منهم اكمل في ذلك. واولوا العزم من الرسل اكمل توحيدا.
ولما كان اكمل التوحيد توحيد الانبياء امر الله نبيه ان يقتدي بهم فيه كما قال سبحانه بعد ذكر ابراهيم ومناظرته اباه وقومه في بطلان الشرك وصحة التوحيد وذكر الانبياء في ذريته-" اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا قوما ليسوا بها بكافرين*اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"فلا اكمل من توحيد من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتدي . ولهذا اوصى الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ان يتبع ملة ابراهيم,وكان يعلم اصحابه اذا اصبحوا ان يقولوا"اصبحنا على فطرة الاسلام, وكلمة الاخلاص, ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -ومله ابينا ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين" ملة ابراهيم هي التوحيد,ودين محمد: ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا. وكلمة الاخلاص: هي شهادة ان لا اله الا الله, وفطرة الاسلام:وهي ما فطر الله عليه عباده من محبته وعبادته وحده لا شريك له والاستسلام له عبودية وذلا وانقيادا وانابة.
وفي ذلك قال اهل العلم:
حق الاله عباده بالامر لا بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير اشراك به شيئا هما سبب النجاة فحبذا السببان
لم ينج من غضب الاله وناره الا الذي قامت به الاصلان
والناس بعد فمشرك او ذو ابتداع او له وصفان
وقال بعض الشعراء:
فيا عجبا كيف يعصي الاله ام كيف يجحه الجاحد؟
وفي كل شيء له اية تدل على أنه الواحد
هذا والله اعلم وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
اخوكم وائل السمرائي